var _gaq = _gaq || []; _gaq.push(['_setAccount', 'UA-19320004-2']); _gaq.push(['_trackPageview']); (function() { var ga = document.createElement('script'); ga.type = 'text/javascript'; ga.async = true; ga.src = ('https:' == document.location.protocol ? 'https://ssl' : 'http://www') + '.google-analytics.com/ga.js'; var s = document.getElementsByTagName('script')[0]; s.parentNode.insertBefore(ga, s); })(); أسماء الشوارع والأحياء في موريتانيا.. مفارقات فاقعة وطرائف لاذعة ~ التفاصيل هنا

أسماء الشوارع والأحياء في موريتانيا.. مفارقات فاقعة وطرائف لاذعة

نواكشوط - سكينة اصنيب تحمل أسماء الشوارع والحارات الشعبية والأحياء السكينة الراقية دلالات مختلفة حول تاريخ وتراث وطبيعة المجتمع، فهي تكشف مستوى عيش ساكنيها وما يعانونه من مشاكل كانقطاع الكهرباء وندرة المياه وانتشار البعوض، بينما تظهر أسماء أخرى الأنشطة الحرفية والاجتماعية السائدة في الأحياء مثل حي "بوحديدة" و"الحي العسكري"، وترتبط بعض الأسماء بالظواهر الطبيعية كاجتياح الجراد او بجغرافيا المنطقة ومدى رطوبتها وانتشار الملوحة فيها كحي "السبخة" و"ملّح" اللذين سُمّيا بهذين الاسمين بسبب ملوحة الارض والقرب من البحر.

وتدل اسماء الأحياء الراقية في العاصمة نواكشوط على تمركز الثروة والغنى في هذه الأحياء التي تحمل أسماء "لكصر" (القصر) و"تفرغ زينه" (المنطقة الجميلة) و"لاس بالماس"، بينما ترتبط اسماء الأحياء الفقيرة بمصطلحات شعبية تدل على انتشار الفقر والحرمان وزيادة مؤشرات الإحباط واليأس بين ساكنتها كحي "كبة مندز" و"كبة المعرض"، بينما يلجأ سكان أحياء الصفيح أو "الكزرات" كما يطلق عليها الموريتانيون الى اختيار أسماء جميلة للتخفيف عليهم من وطأة الفقر وطول فترة الانتظار لتشريع أحيائهم كحي "الانتظار" و"الحي الساكن".

ازدواجية التسمية

وتحمل بعض شوارع وأحياء موريتانيا اسمين اسم رسمي واسم "الدلع" الذي يطلقه عليها السكان ويصبح أكثر شهرة من التسمية الرسمية، ويجهل أغلب الموريتانيين الأسماء الأصلية لبعض الشوارع والحارات لأنها مدونة فقط في ملفات البلدية وغير متداولة بين الناس.

وقد أثر غياب خطة واستراتيجية لتسمية الأحياء والشوارع بأسماء مناسبة على حياة بعض سكان نواكشوط الذين أصبحوا يشرحون عناوين سكنهم بتسمية البقال والصيدلاني أو أي مؤسسة حكومية قريبة من محل سكنهم، لذلك تغاضت السلطات عن تسمية بعض الأحياء وسمحت لسكانها بتسميتها ثم اعتمدتها السلطات رسمياً فيما بعد كاسم رسمي لهذه الأحياء، ما فتح باب الاجتهاد لاختيار اسماء غير مناسبة رغم شعبيتها.

والغريب ان احياء موريتانيا لم تحمل اسم أي من القبائل رغم التأثير الكبير للقبيلة على المجتمع اضافة الى اتخاذ الكثير من العوائل المنتمية الى قبيلة واحدة حياً من الأحياء مقراً لها، وإذا كانت بعض الاسماء الشعبية المحلية لا تحمل معناً معيناً كحي "تنسويلم" وحي "توجنين" وحي "تيارت"، فإن احياء اخرى اختارت لنفسها أسماء تحكي التاريخ وتحمل دلالات ومعاني سامية وتؤكد ارتباط الكثير من الموريتانيين بالقومية العربية والقضية الفلسطينية كحي "عرفات" الذي يحمل اسم الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وهو أكبر مقاطعات البلاد، و"حي القدس" وحي "تل الزعتر"، وشارع "عبدالعزيز الرنتيسي"، وشارع الرئيس المصري "جمال عبدالناصر" الذي يعد أكبر شارع في نواكشوط.

"نصيب الأسد"

ومن بين جميع الدول العالم حظيت السعودية بنصيب الأسد من اسماء شوارع وأحياء نواكشوط بفضل تعلق الموريتانيين بمدن السعودية والمشاعر المقدسة فهناك مقاطعة "الرياض" وأحياء "جدة" و"الطائف" و"المدينة المنورة" و"أم القرى".

وعكس الكثير من الدول العربية لم يرتبط تغيير اسماء شوارع وأحياء موريتانيا بطبيعة النظام السياسي الحاكم، حيث لم يولِ الرؤساء والسياسيون اهمية لاطلاق اسمائهم على الشوارع والاحياء والميادين لذلك فإن تغيير الرؤساء والاطاحة بهم في الانقلابات العسكرية لم يؤثر على اسماء شوارع نواكشوط، لكن تأثير السياسة على اسماء الشوارع والأحياء في موريتانيا بدا واضحاً في تذبذب العلاقات الثنائية وانقطاعها خاصة مع العراق، حيث كانت هناك الكثير من الشوارع والأحياء التي تحمل اسماء عراقية وتم تغييرها بعد القطيعة مع صدام ومن بين الأحياء التي لازالت تحتفظ باسماء عراقية "حي البصرة" و"حي بغداد".

كما تأثرت تسمية الشوارع والحارات بهجرة الشباب نحو الخارج لاسيما هجرتهم الى نحو الامارات، حيث تم إطلاق أسماء "أبوظبي" و"دبي" و"الشارقة" و"العين" على الشوارع والأحياء المستحدثة في نواكشوط، وأصبح للعمالة الموريتانية هناك تأثير كبير في دفع السكان لاختيار هذه التسمية حيث إن هؤلاء المهاجرين يشترون اراضي وعقارات بهذه الأحياء حين يعودون الى بلدانهم.

وتختفي من سجل أسماء أحياء وشوارع موريتانيا اسماء مدن وبلدان شهيرة مثل أمريكا وفرنسا وإسبانيا وألمانيا واليابان، وتظهر في المقابل اسماء شخصيات لا أحد يعرفها لأنها تمت بصورة عشوائية وارتبطت بأحداث معينة عاشتها هذه الأحياء كسرقة احد المنازل فيطلق اسم أو لقب صاحب المنزل المسروق على الشارع أو الحارة.

عشوائية الأسماء

يقول الباحث محمد ولد الحضرمي إن "التوسع العمراني المتواصل والامتداد الأفقي لمدينة نواكشوط ادى الى اطلاق اسماء عشوائية عفوية على الأحياء مما تركت تأثيراً بالغاً على سكانها، فأغلبهم يعجز عن تحديد عنوان سكنه بدقة ويجهل الأسماء الأصلية للشوارع والأحياء فيلجأ الى اسم بقالة او سوق لتكون نقطة وعلامة يستدل بها أي زائر يود إرشاده إلى مكان سكنه، وهذه المعضلة اثرت على خدمات مهمة مثل البريد والابلاغ القضائي وألغت خدمات اخرى كاشتراكات الصحف وتوصيل الطلبات إلى المنازل، كما انها أثرت على عمل أصحاب سيارات الأجرة الذين يدخلون في جدال وصراع مع الزبون بسبب عدم توصيف العنوان بالدقة اللازمة".

ويشير إلى أن مدّ الأحياء بالكهرباء أثر في إطلاق أسماء معينة على الأحياء الفقيرة، حيث تم ترقيمها حسب اعمدة الكهرباء بينما سيطرت الأسماء الفرنسية على احياء الصفوة والطبقة الراقية، وبعض الشوارع والأحياء كان لها حظ ونصيب من اسمها كـ"النقطة الساخنة" و"كرش البترون" و"شارع الرزق" فهذا الأخير فتح باب الرزق امام العاطلين ووفر فرص عمل للعديد من الشباب وخريجي الجامعة، اما شارع "النقطة الساخنة" فيتميز عن غيره بالحركة الدؤوبة وعمليات البيع والشراء، وفي "كرش البترون" يتجمع أصحاب المليارات وكبار التجار والمستوردين.

مفارقات وطرائف

ويشير الباحث الحضرمي إلى أن أسماء شوارع وأحياء نواكشوط تحمل مفارقات عدة، فبعض الاحياء يحمل أسماء رومانسية جميلة وأسماء من الطبيعة الخلابة والحقيقة أنها أحياء لا توجد فيها شجرة واحدة، كما ان بعض الأحياء اختارت اسماء لا تناسبها كحي "الدار البيضاء" الذي يعاني تلوثاً كبيراً وحيث القمامة الأوساخ منتشرة في كل مكان، أما حي "دار النعيم" فلا يميزه الا اسمه اما الحقيقة فهو من احياء العاصمة التي تشكو الانقطاعات المتكررة في الكهرباء والمياه وقلة المواصلات واهتراء الشوارع، ويعيش سكانه على وقع صراخ وجدال ومناقشات لا تنتهي بسبب الصراع بين سكان منازل الصفيح والمسؤولين الذين تخلوا عن وعودهم بتسوية أوضاع حي الصفيح وتشريع ملكية مساحاته.

ويضيف "الطريف ان أسماء احياء الصفيح غير مناسبة لها بتاتاً، لكن هذه الأسماء تحث سكانها على البقاء بها وتعويضهم عن ولو بالاسم عن معاناة سكن "العشوائيات"، فالكثير من المناطق التي ترزح في تخلف حضاري وعمراني تعوضها أسماؤها عن واقعها وتحلق بها نحو أحلام ربما تتحقق في يوم من الأيام، فهناك العديد من الاحياء الفقيرة التي تحمل أسماء مدن دبي والشارقة وأبوظبي بينما الحظائر والأخبية والأكواخ والعروش تتزاحم داخلها وتفصل بينها أزقة متعرجة تغمرها الرمال والنفايات".

ويرى الباحث أن تسمية الشوارع والأحياء السكنية يجب ان تستمد شرعيتها من تاريخ وثقافة المكان وحضارة البلد، ودعا الى اعادة تسمية بعض الشوارع والحارات التي تحمل اسماء غير عربية بأسماء الصحابة وكبار الشخصيات السياسية والوطنية، وأبرز العلماء والمفكرين والشعراء، بشكل يحترم مكانة كل شخصية.

ودعا الى محاربة فوضى المساكن والأحياء ووضع مخططات عمرانية تحترم المعايير المتعارف عليها وضبط التقري العشوائي والاستيطان الفوضوي في ضواحي نواكشوط، لأن هذه العوامل تسبب في إطلاق أسماء غير مناسبة على الأحياء والشوارع.

Advertise Here ضع اعلانك هنا

للاعلان الرجاء الاتصال بالأدمن
Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | fantastic sams coupons | تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة